الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: أسد الغابة في معرفة الصحابة **
محمد بن علبة القرشي. له ذكر في حديث واحد، رواه عمرو بن الحارث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أسلم أبي عمران عن هبيب بن مغفل: أنه رأى محمد بن علبة القرشي يجر إزاره، فنظر إليه هبيب فقال: أما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من وطئه خيلاء وطئه في النار" ?!. أخرجه ابن منده وأبو نعيم، وقال أبو نعيم- وذكره: حسب بعض المتأخرين- يعني ابن منده- أن ذكر هبيب له يوجب صحبة ! وروي عن أبي بكر بن مالك، عن عبد الله بن أحمد عن أبيه، عن هارون بن معروف- قال عبد الله: وسمعته أنا من هارون- قال: حدثنا عبد الله بن وهب، أنبأنا عمرو بن الحارث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أسلم أبي عمران، عن هبيب بن مغفل: إنه رأى محمداً القرشي يجر إزاره، فنظر إليه هبيب وقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ": من وطئه خيلاء وطئه في النار". ورواه ابن لهيعة، عن يزيد. ولم يسم محمداً. وقال: "أدخله بعض الرواة في جملة الصحابة بحضوره مجلس هبيب، ولو جاز أن يعد من شاهد بعض الصحابة، أو خاطبه بعض الصحابة من جملة الصحابة، لكثر هذا النوع واتسع ! ولم يذكر أحد من الأئمة المتقدمين محمد بن علبة في الصحابة، ولا عدوة منهم. قلت: قد بالغ أبو نعيم في ذم ابن منده، حيث جعله بهذه المثابة من الجهل، أنه جعل من الصحابة من رآهم أو خاطبهم، فهذا يؤدي إلى أن جميع التابعين يعدون من الصحابة، ولم يفعله ابن منده ولا غيره، وإنما ابن منده ذكر في حديثه قال: فنظر إليه هبيب قال: أما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ? "وهذا يدل على الصحبة والسماع، وإن كان قد جاء رواية أخرى لا تقتضي السماع، فلا حجة عليه فيه، فإنهما وغيرهما ما زالا يفعلان هذا وأشباهه، فلا لوم على ابن منده. وقد ذكره ابن ماكولا في الصحابة فقال: محمد بن علبة. له صحبة، عداده في المصريين، حديثه مذكور في حديث هبيب بن مغفل، ومسلمة بن مخلد. وهذا يؤيد قول ابن منده. محمد بن عمرو بن حزم الأنصاري. تقدم نسبه عند ذكر أبيه، كنيته أبو القاسم. وقيل: أبو سليمان. وقيل: أبو عبد الملك. ولد سنة عشر من الهجرة بنجران، وأبوه عامل رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقيل: ولد قبل وفاة رسول الله بسنتين. سماه أبوه محمداً، وكناه أبا سليمان، وكتب إلى النبي صلى الله عليه وسلم بذلك. فكتب إليه رسول الله: سمه محمداً، وكنه أبا عبد الملك. وكان محمد بن عمرو فقيهاً فاضلاً من فقهاء المسلمين. روى عن أبيه وعن غيره من الصحابة، روى عنه جماعة من أهل المدينة، وابنه أبو بكر كان فقيهاً أيضاً، روى عنه الزهري. وقتل محمد يوم الحرة سنة ثلاثة وستين أيام يزيد بن معاوية، قتله أهل الشام. روى المدائني أن بعض أهل الشام رأى في منامه أنه يقتل رجلاً اسمه محمد، فيدخل بقتله النار. فلما سير يزيد الجيش إلى المدينة كتب ذلك الرجل في ذلك الجيش، وسار معهم إلى المدينة، فلم يقاتل خوفاً مما رأى، فلما انقضت الحرب مشى بين القتلى، فرأى محمد بن عمرو جريحاً، فسبه محمد، فقتله الشامي. ثم ذكر الرؤيا، فأخذ معه رجلاً من أهل المدينة، ومشيا بين القتلى، فرأى محمد بن عمرو، فحين رآه المدني قتيلاً قال: إنا لله وإنا إليه راجعون، والله لا يدخل قاتل هذا الجنة أبداً ! قال الشامي: ومن هو ? قال: هو محمد بن عمرو بن حزم. فكاد الشامي يموت غيظاً. أخرجه الثلاثة. محمد بن عمرو بن العاص القرشي السهمي. تقدم نسبه عند ذكر أبيه. قال العدوي: صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتوفي رسول الله وهو حدث. قال الواقدي: شهد صفين، وقاتل فيها، ولم يقاتل أخوه عبد الله. وقال الزبير مثله، لا عقب لمحمد بن عمرو. وقال الزهري: أبلى محمد بن عمرو بصفين، وقال في ذلك شعراً: الطويل غداة أتى أهل العـراق كـأنّـهـم ** من البحر لجٌّ، موجه متـراكـب
وجئناهم نمشي كأنّ صـفـوفـنـا ** سحائب جونٌ رقّقتها الـجـنـائب
فقالوا لنا: إنّا نرى أن تـبـايعـوا ** عليّاً. فقلنا: بل نرى أن تضاربـوا
فطارت علينا بالرّماح كمـاتـهـم ** وطرنا إليهم، في الأكفّ قواضب
إذا ما أقول: استهزموا. عرضت لنا ** كتائب منهم وارجحنّـت كـتـائب
فلا هم يولّون الظّهور فـيدبـروا ** ونحن كما هم نلتقي ونـضـارب أخرجه الثلاثة. محمد بن عمير بن عطارد. ذكر في الصحابة، ولا تعرف له صحبة ولا رؤية. وكان سيد أهل الكوفة في زمانه، وكان على أذربيجان، فحمل على ألف فرس ألف رجل من بكر بن وائل، وكانوا في بعث. روى حماد بن سلمة، عن أبي عمران الجوني، عن محمد بن عمير بن عطارد: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان في نفر من أصحابه، فجاء جبريل فنكت في ظهره، فذهب إلى شجرة فيها مثل وكرى الطائر، فقعد في أحدهما وأقعده في الآخر، وغشيهم النور، فوقع جبريل عليه السلام مغشياً عليه كأنه حلس- قال: فعرفت فضل خشيته على خشيتي. فأوحى الله إلي: أنبي عبد أم نبي ملك ? وإلى الجنة ما أنت ? فأومأ إلي جبريل: أن تواضع. فقلت نبي عبد. أبو عمران الجوني أدرك غير واحد من الصحابة، ومنهم: أنس وجندب. أخرجه ابن منده، وأبو نعيم. محمد بن أبي عميرة المزني. له صحبة، يعد في الشاميين. روى عنه جبير بن نفير. أخبرنا يحيى بن محمود كتابة بإسناده إلى ابن أبي عاصم: حدثنا دحيم أنبأنا الوليد بن مسلم عن ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان، عن جبير بن نفير، عن محمد بن أبي عميرة وكان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم- قال: لو أن عبداً خر على وجهه من يوم ولد إلى أن يموت هرماً في طاعة الله تعالى، لحقر ذلك يوم القيامة، ولود أنه ازداد مما يرى من الأجر والثواب. كذا رواه ابن أبي عاصم موقوفاً. ورواه بحير بن سعد، عن خالد بن معدان فقال: عن عتبة بن عبد، عن النبي صلى الله عليه وسلم، مثله. أخرجه ابن منده وأبو نعيم. عميرة بفتح العين، وكسر الميم. محمد بن فضالة بن أنس، وقيل: محمد بن أنس بن فضالة. وقد تقدم إخراجه في موضعه من المحمدين. أخرجه كذا أبو نعيم. محمد بن قيس الأشعري، أخو أبي موسى. وقد تقدم نسبه عند ذكر أبي موسى. روى طلحة بن يحيى، عن أبي بردة بن أبي موسى، عن أبيه قال: خرجنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في البحر حين جئنا إلى مكة: أنا، وأخوك، ومعي أبو بردة بن قيس، وأبو عامر بن قيس، وأبو رهم بن قيس، ومحمد بن قيس، وخمسون من الأشعريين، وستة من عك، ثم هاجرنا في البحر حتى أتينا المدينة، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : "للناس هجرة، ولكم هجرتان". ورواه ابن أبي بردة، عن أبائه فقال: خرجت ومعي إخوتي، ولم يذكر فيهم محمداً. أخرجه ابن منده وأبو نعيم، وقال أبو نعيم: هذا وهم فاحش؛ روى أبو كريب، عن أبي أسامة، عن زيد، عن أبي بردة، عن أبي موسى، قال: خرجنا من اليمن في بضع وخمسين رجلاً من قومي، ونحن ثلاثة إخوة هم: أبو موسى، وأبو رهم، وأبو بردة، فأخرجتنا سفينتنا إلى النجاشي بأرض الحبشة، وعنده جعفر وأصحابه، فأقبلنا جميعاً في سفينة إلى النبي صلى الله عليه وسلم حين افتتح خيبر، فما قسم رسول الله لأحد غاب عن خيبر إلا لجعفر وأصحاب السفينة، وقال: لكم الهجرة مرتين، هاجرتم إلى النجاشي، وهاجرتم إلي. ومما دل على وهمه ذكره في الحديث مجيئهم إلى مكة، ولم يختلف أن أبا موسى لم يقدم إلا يوم خيبر. محمد بن قيس بن مخرمة بن المطلب بن عبد مناف بن قصي. قال عبد الله بن محمد بن عبد العزيز: رأيت في كتاب بعض من ألف أسماء الصحابة- يعني ابن أبي داود- وذكر محمد بن قيس بن مخرمة في الصحابة، قال: ولا أعلم أنه سمع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. روى أحمد بن عبد الله بن يونس، عن الثوري، عن عبد الله بن المؤمل، عن محمد بن عباد بن جعفر، عن محمد بن قيس بن مخرمة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من مات في أحد الحرمين، بعثه الله يوم القيامة آمناً. ورواه الفريابي عن الثوري، فقال: عن محمد بن قيس بن مخرمة، عن أبيه. قال ابن منده وأبو نعيم: هو من التابعين. وهما أخرجاه. وقال أبو أحمد العسكري في ترجمة قيس بن مخرمة: وقد لحق ابناه محمد وعبد الله وهما صغيران. وروى عن محمد الحديث الذي ذكرناه. محمد بن كعب بن مالك الأنصاري. تقدم نسبه في ترجمة أبيه. ذكر في حديث أبي أُمامة إياس بن ثعلبة. روى عكرمة بن عمار، عن طارق بن عبد الرحمن بن القاسم القرشي، عن عبد الله بن كعب بن مالك، عن أبي أُمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من حلف على مال آخر، فاقتطعه كاذباً بيمينه، فقد برئت منه الجنة، ووجبت له النار. فقال أخوك محمد بن كعب: يا رسول الله، وإن كان قليلاً. فقلب رسول الله صلى الله عليه وسلم عوداً من أراك بين أصبعيه وقال: وإن كان عوداً من أراك. ورواه النضر بن محمد الجرشي، عن عكرمة، ولم يذكر قول محمد. ورواه معبد بن كعب بن مالك، عن أخيه عبد الله بن كعب، عن أبي أُمامة بن ثعلبة قال: فقال رجل: وإن كان شيئاً يسيراً ?. أخرجه ابن منده وأبو نعيم: ذكر محمد في هذا الحديث وهم فقد رواه النضر الجرشي، ولم يذكر محمداً، ورواه معبد عن أخيه عبد الله، عن أبي أُمامة، ولم يذكر محمداً، قال: والصحيح من ذكر محمد بن كعب في هذا الحديث أنه سمع أخاه عبد الله بن كعب، عن أبي أُمامة، رواه الوليد بن كثير، عن محمد بن كعب، عن أخيه، كما ذكرناه، والله أعلم. محمد بن محمود. ذكره عبدان المروزي في الصحابة وقال: قد سمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم. وروى عن أبي سعيد الأشج، عن أبي خالد، عن يحيى بن سعيد، عن محمد بن محمود قال: رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم أعمى يتوضأ، فلما غسل يديه ووجهه، جعل النبي يقول: "أغسل باطن قدميك. فجعل يغسل باطن قدميه". وقال عبدان أنبأنا الحسن بن أبي أمية وأبو موسى قالا: حدثنا ابن نمير، عن يحيى، نحوه. وقال ابن أبي حاتم: محمد بن محمود بن عبد الله بن مسلمة، ابن أخي محمد بن مسلمة، حدث عن أبيه، روى عنه ابنه سليمان- قال: وروى يحيى بن سعيد، عن محمد بن محمود، أراه هذا. أخرجه أبو موسى. محمد بن مخلد بن سحيم بن المستورد بن عامر بن عدي بن كعب بن نضلة. شهد فتح مكة. أخرجه أبو موسى مختصراً. محمد بن مسلمة بن خالد بن عدي بن مجدعة بن حارثة بن الحارث بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس الأنصاري الأوسي ثم الحارثي، حليف بني عبد الأشهل. يكنى أبا عبد الرحمن. وقيل: أبو عبد الله. شهد بدراً وأُحداً والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا تبوك، ومات بالمدينة، ولم يستوطن غيرها. أخبرنا عبيد الله بن أحمد بإسناده عن يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، في تسمية من شهد بدراً من الأنصار، من بني عبد الأشهل، قال: ومن حلفائهم: محمد بن مسلمة، حليف لهم من بني حارثة. وهو أحد الذين قتلوا كعب بن الأشرف. واستخلفه رسول الله صلى الله عليه وسلم على المدينة في بعض غزواته، قيل: كانت غزوة قرقرة الكدر. وقيل: غزوة تبوك. واستعمله عمر بن الخطاب على صدقات جهينة، وهو كان صاحب العمال أيام عمر، كان عمر إذا شكي إليه عامل، أرسل محمداً يكشف الحال. وهو الذي أرسله عمر إلى عماله ليأخذ شطر أموالهم، لثقته به. واعتزل الفتنة بعد قتل عثمان بن عفان، واتخذ سيفاً من خشب، وقال: بدلك أمرني رسول الله. أخبرنا أبو الفضل عبد الله بن أحمد الطوسي، أنبأنا جعفر بن أحمد القارئ، أنبأنا عبيد الله بن عمر بن شاهين، أنبأنا عبد الله بن إبراهيم بن ماسي، أنبأنا الحسين بن علوية القطان، أنبأنا سعيد بن عيسى، أنبأنا طاهر بن حماد، عن سفيان الثوري عن سليمان الأحول، عن طاوس قال: قال محمد بن مسلمة: أعطاني رسول الله صلى الله عليه وسلم سيفاً، وقال: قاتل به المشركين، فإذا اختلف المسلمون بينهم فاكسره على صخرة، ثم كن حلساً من أحلاس بيتك. ولم يشهد من حروب الفتنة شيئاً. وممن قعد في الفتنة: سعد بن أبي وقاص، وأسامة بن زيد، وعبد الله بن عمر بن الخطاب، وغيرهم. وقيل: إن هو الذي قتل مرحباً اليهودي. والصحيح الذي عليه أكثر أهل السير والحديث أن علي بن أبي طالب قتل مرحباً. وقال حذيفة بن اليمان: إني لأعلم رجلاً لا تضره الفتنة: محمد بن مسلمة. قال الراوي: فأتينا الربذة فإذا فسطاط مضروب، وإذا فيه محمد بن مسلمة، فسألناه فقال: لا نشتمل على شيء من أمصارهم حتى ينجلي الأمر عما انجلى. وتوفي بالمدينة سنة ست وأربعين، أو سبع وأربعين. وقيل: غير ذلك. قيل: كان عمره سبعاً وسبعين سنة. وكان أسمر شديد السمرة، طويلاً أصلع. وخلف من الولد عشرة ذكور، وست بنات. أخرجه الثلاثة. محمد أبو مهند المزني. ذكره مطين في الوحدان. روى نصر بن مزاحم، عن عمر الأعرج المزني، عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قرض مرتين كصدقة مرةً. قال أبو نعيم: لا تصح له صحبة. أخرجه أبو نعيم، وأبو موسى. محمد بن نبيط بن جابر. ولد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسماه محمداً، وحنكه، قاله ابن القداح. أخرجه أبو موسى مختصراً. محمد بن نضلة الأسدي. تقدم نسبه عند ذكر أخيه محرز. هاجر هو وأخوه محرز إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. وعداد نضلة في حلفاء الأنصار. قال محمد بن إسحاق: وممن هاجر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم: محمد ومخرز ابنا نضلة. أخرجه ابن منده، وأبو نعيم. محمد بن هشام. عداده في أهل المدينة، مجهول، ذكر في الصحابة ولا يعرف. وذكره القاضي أبو أحمد في الصحابة، وقال: يعد في المدنيين، مجهول لا يعرف. حديثه عند الليث، عن ابن الهاد، عن صفوان بن نافع، عن محمد بن هشام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: حديثكم بينكم أمانة، ولا يحل لمؤمن أن يرفع على مؤمن قبيحاً. سئل عنه علي بن المديني فقال: مجهول لا أعرفه. أخرجه ابن منده، وأبو نعيم. محمد بن هلال بن المعلى سماه رسول الله صلى الله عليه وسلم محمداً، وشهد فتح مكة. أخرجه أبو موسى مختصراً. محمد بن يفديدويه الهروي. قيل: كان اسمه يفودان فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم محمداً. ذكره أبو إسحاق بن ياسين في تاريخ هراة، فيمن قدمها من الصحابة.. روى أبو إسحاق إبراهيم بن علي بن بالويه الزنجاني بهراة، عن محمد بن مردان شاه الزنجاني- وزعم أنه ثقة، وكان قد أتى عليه مائة وتسع سنين- عن أحمد بن عبدة الجرجاني، عن يفودان بن يفديدويه الهروي قال: حاربت رسول الله صلى الله عليه وسلم في شركي، ثم أسلمت على يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسماني محمداً- قال: قال رسول الله: إذا قل الدعاء نزل البلاء، وإذا جار السلطان احتبس المطر، وإذا خان بعضهم بعضاً صارت الدولة للمشركين، وإذا منعوا الزكاة ماتت المواشي، وإذا كثر الزنا تزلزلت الأرض، وإذا شهدوا بالزور نزل الطاعون من السماء. وقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: العلم خليل المؤمن، والعقل دليله، والعمل قيمه، والرفق أمير جنوده. أخرجه أبو موسى. محمد غير منسوب. ذكره أبو حفص بن شاهين في الصحابة. روى سلام بن أبي الصهباء، عن ثابت قال: حججت فدفعت إلى حلقة فيها رجلان أدركا النبي صلى الله عليه وسلم أخوان، أحسب أن اسم أحدهما محمد- قال: وهما يتذاكران الوسواس، قالا: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ما تذاكران ? فقالا: يا رسول الله، الوسواس، أن يقع أحدنا من السماء أحب إليه أن يتكلم بما يوسوس إليه. قال: وقد أصابكم ? قالوا: نعم. قال: فإن ذلك محض الإيمان. قال ثابت: فقلت أنا: يا ليت الله أراحنا من ذلك المحض. فانتهراني وقالا: نحدثك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وتقول: يا ليت الله أراحنا !. أخرجه أبو موسى. محمود بن الربيع بن سراقة الأنصاري الخزرجي. قيل: إنه من بني الحارث بن الخزرج. وقيل: من بني سالم بن عوف. وقد قيل: إنه من بني عبد الأشهل، فعلى هذا القول يكون من الأوس، يكنى أبا نعيم، وقيل: أبو محمد. يعد في أهل المدينة. عقل مجة مجها رسول الله صلى الله عليه وسلم من دلو في بئرهم. وحفظ ذلك وله أربع سنين، وقيل: خمس سنين. روى عنه أنس بن مالك، والزهري، ورجاء بن حيوة. وتوفي سنة تسع وتسعين، وقيل: سنة ست وتسعين. أخرجه الثلاثة. محمود بن ربيعة. رجل من الأنصار. مخرج حديثه عن أهل مصر وأهل خراسان، في كالئ المرأة، والدين الذي لا يؤدى. أخرجه أبو عمر مختصراً. محمود بن عمرو بن سعد. كذا ترجمه عبدان، وقال: حديثه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الله عز وجل وعدني في ثلاثمائة ألف من أمتي، فقال أبو بكر: زدنا يا رسول الله. وقد اختلف في إسناده، فقال سعيد بن بشير، عن قتادة، عن أبي بكر بن أنس، عن محمود بن عمير: وقال معمر: عن قتادة عن أنس- أو عن النضر بن أنس- عن أنس. وقال معاذ بن هشام: عن أبيه، عن قتادة، عن أبي بكر بن عمير، عن أبيه. وقال ثابت: عن أبي يزيد، عن عمر، أو: عامر بن عمير. أخرجه أبو موسى. محمود بن عمير بن سعد الأنصاري. حديثه عند أبي بكر بن أنس. روى سعيد بن بشير، عن قتادة، عن أبي بكر بن أنس، عن محمود بن عمير قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله تعالى وعدني في ثلاثمائة ألف من أهلي فقال أبو بكر: زدنا يا رسول الله. فقال هكذا، وحثى بيده. فقال أبو بكر: يا رسول الله، زدنا. فقال: بكفيه هكذا، وحثى بهما. فقال أبو بكر: زدنا يا رسول الله ! فقال عمر: حسبك يا أبا بكر: فإن الله تعالى لو شاء أن يدخل الجنة في حفنة واحدة لفعل. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: صدق عمر. أخرجه ابن منده وأبو نعيم. وهذا الاسم هو الذي أخرجه أبو موسى في الترجمة التي قبل هذه، وقال: محمود بن عمرو. وتقدم الاختلاف في إسناده، فلا نعيده. محمود بن لبيد بن رافع بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل الأنصاري الأوسي، ثم الأشهلي. ولد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأقام بالمدينة، وحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث، منها ما رواه عمارة بن غزية، عن عاصم بن عمر، عن محمود بن لبيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا أحب الله عبداً حماه الدنيا، كما يظل أحدكم يحمي سقيمه. قال أحمد بن حنبل، وابن أبي خيثمة، وإبراهيم بن المنذر، ويحيى بن عبد الله بن بكير: إنه ولد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم. وذكره البخاري بعد محمود بن الربيع، في أول باب محمود. وذكر ابن أبي حاتم أن البخاري قال: له صحبة. قال: وقال أبي: لا تعرف له صحبة. قال أبو عمر: قول البخاري أولى، والأحاديث التي رواها تشهد له، وهو أولى أن يذكر في الصحابة من محمود بن الربيع، فإنه أسن منه. وذكره مسلم في التابعين، في الطبقة الثانية منهم، فلم يصنع شيئاً، ولا علم منه ما علم غيره. وكان محمود بن لبيد من العلماء. روى عن ابن عباس، ومات سنة ست وتسعين. أخرجه الثلاثة. محمود بن مسلمة الأنصاري. تقدم نسبه عند ذكر أخيه محمد. شهد محمود أُحداً، والخندق، وخيبر، وقتل بخيبر. أخبرنا أبو جعفر بن السمين بإسناده إلى يونس، عن ابن إسحاق قال: كان أول ما فتح من حصون خيبر حصن ناعم، وعنده قتل محمود بن مسلمة، ألقيت عليه رحاً منه فقتلته. قال: وأخبرنا يونس بن بكير، عن الحسين بن واقد المروزي، عن عبد الله بن بريدة قال: أخبرني أبي قال: لما كان يوم خيبر أخذا اللواء أبو بكر، فرجع ولم يفتح له، فلما كان الغد أخذه عمر، فرجع ولم يفتح له. وقتل محمود بن مسلمة، وقيل: إن محموداً لما ألقيت عليه الرحا سقطت جلدة جبينه على وجهه، فمكث ثلاثة أيام، ومات اليوم الثالث شهيداً، وذلك سنة ست فقبر هو وعامر بن الأكوع بالرجيع في قبر واحد. قاله أبو نعيم. أخرجه الثلاثة. محمول. آخره لام. وهو أنصاري. أخرجه أبو موسى وقال: أورده جعفر. روى صفوان بن سليمن عن محمول الأنصاري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من حلف بالشرك وأثم، فقد أشرك. ومن حلف بالكفر وأثم، فقد أشرك. محمية بن جزء بن عبد يغوث بن عويج بن عمرو بن زبيد الأصغر الزبيدي. قال الكلبي: هو حليف بني جمح، وقيل: حليف بني سهم. قال أبو نعيم: هو عم عبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدي. وكان قديم الإسلام، وهو من مهاجرة الحبشة، وتأخر عوده منها، وأول مشاهده المريسيع. واستعمله النبي على الأخماس. روى عبد المطلب بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب قال: اجتمع ربيعة بن الحارث، والعباس بن عبد المطلب، وأنا مع أبي، والفضل مع أبيه، فقال أحدهما لصاحبه: ما يمنعنا أن نبعث هذين إلى النبي ليستأمنهما على هذه الأعمال من الصدقات... وذكر الحديث، فقال النبي: ادعوا لي محمية بن جزء، وكان على الصدقات، فأمره أن يصدق عنهما مهور نسائهما. أخرجه الثلاثة. محيصة بن مسعود بن كعب بن عامر بن عدي بن مجدعة بن حارثة بن الحارث بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس الأنصاري الأوسي ثم الحارثي، يكنى أبا سعد. يعد في أهل المدينة. بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أهل فدك يدعوهم إلى الإسلام، وشهد أُحداً والخندق وما بعدهما من المشاهد كلها، وهو أخو حويصة بن مسعود وهو الأصغر. أسلم قبل أخيه حويصة، فإن إسلامه كان قبل الهجرة، وعلى يده أسلم أخوه حويصة. وكان محيصة أفضل منه، ولما أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتل اليهود، وثب محيصة على ابن سنينة اليهودي، وكان يلابسهم ويبايعهم، فقتله، وكان حويصة حينئذ لم يسلم، فلما قتله جعل حويصة يضرب أخاه محيصة، ويقول: أي عدو الله، قتلته ! أما والله لرب شحم في بطنك من ماله ! فقال له محيصة: أما والله لقد أمرني بقتله من لو أمرني بقتلك لضربت عنقك. فقال: والله إن ديناً بلغ بك هذا لعجب. فأسلم حويصة. أخبرنا عبد الوهاب بن علي بن سكينة بإسناده عن أبي داود قال: أخبرنا القعنبي، عن مالك، عن ابن شهاب، عن ابن محيصة، عن أبيه: أنه استأذن النبي صلى الله عليه وسلم في إجارة الحجام. فنهاه عنها، فلم يزل يسأله ويستأذنه حتى أمره: أن اعلفه ناضحك ورقيقك. أخرجه الثلاثة. مخارق بن عبد الله البجلي. هو جد المغيرة بن زياد بن المخارق الموصلي. أخبرنا أبو منصور بن مكارم بن أحمد الموصلي المؤدب بإسناده عن أبي زكريا يزيد بن إياس قال: أخبرنا المغيرة بن الخضر بن زياد بن المغيرة بن زياد البجلي، عن أبيه عن أشياخه: أن المخارق بن عبد الله جد المغيرة بن زياد، شهد مع جرير بن عبد الله البجلي فتح ذي الخلصة- قال أبو زكريا: وحدثنا المغيرة بن الخضر بن زياد، عن أشياخه: أنهم قدموا من الكوفة إلى الموصل مع من قدم من بجيلة. مخارق بن عبد الله الشيباني. قاله أبو أحمد العسكري، وهو والد قابوس. يعد في الكوفيين. لم يرو عنه غير أبيه. روى سماك بن حرب، عن قابوس بن المخارق، عن أبيه: أن أم الفضل جاءت بالحسين إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فبال على ثوبه، فأرادت غسله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنما يغسل بول الجارية، وينضح بول الغلام. وقد اختلف فيه، فمنهم من رواه هكذا، ومنهم من رواه عن قابوس، عن أم الفضل، ولا يذكر مخارقاً. وقد اختلف فيه على سماك اختلافاً كثيراً، لا يثبت معه. وله أحاديث بهذا الإسناد مضطربة أيضاً، ومن حديثه، عن النبي صلى الله عليه وسلم: أنه أتاه فقال: يا رسول الله، أرأيت إن أتاني رجل يريد أخذ مالي... الحديث. أخرجه الثلاثة. مخارق الهلالي. أورده العسكري. روى حرب بن قبيصة بن مخارق الهلالي، عن أبيه، عن جده: أن النبي صلى الله عليه وسلم مر به وهو كاشف عن فخذه، فقال: وار فخذك؛ فإنها عورة. مخاشن الحميري، حليف الأنصار. قتل يوم اليمامة شهيداً. أخرجه أبو عمر مختصراً. مخبر بن معاوية أورده جعفر. روى هشام بن عمار، عن إسماعيل بن عياش، عن يحيى بن جابر الحضرمي، عن حكيم بن معاوية عن عمه مخبر بن معاوية قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : "لا شؤم، وقد يكون اليمن في الفرس والمرأة والدار". وعلي بن حجر والحسن بن عرفة، عن إسماعيل... فقالا: عن عمه حكيم بن معاوية الحميري. أخرجه أبو موسى. مختار بن حارثة. أورده أبو بكر بن أبي علي، وقال: ذكر في مغازي ابن إسحاق. أخرجه أبو موسى كذا مختصراً. مختار بن أبي عبيد بن مسعود بن عمرو بن عمير بن عوف بن عقدة بن غيرة بن عوف بن ثقيف الثقفي، أبو إسحاق. كان أبوه من جلة الصحابة. وولد المختار عام الهجرة، وليست له صحبة ولا رواية، وأخباره غير حسنة، رواها عنه الشعبي وغيره، إلا أنه كان بينهما ما يوجب أن لا يسمع كلام أحدهما في الآخر. وكان المختار قد خرج يطلب بثأر الحسين بن علي رضي الله عنهما، واجتمع عليه كثير من الشيعة بالكوفة، فغلب عليها، وطلب قتلة الحسين فقتلهم، قتل: شمر بن ذي الجوشن الضبابي، وخولي بن زيد الأصبحي، وهو الذي أخذ رأس الحسين ثم حمله إلى الكوفة، وقتل عمر بن سعد بن أبي وقاص، وهو كان أمير الجيش الذين قتلوا الحسين، وقتل ابنه حفصاً، وقتل عبيد الله بن زياد، وكان ابن زياد بالشام، فأقبل في جيش إلى العراق، فسير إليه المختار إبراهيم بن الأشتر في جيش، فلقيه في أعمال الموصل، فقتل ابن زياد وغيره، فلذلك أحبه كثير من المسلمين، وأبلى في ذلك بلاءً حسناً. وقد أتينا على ذكر ذلك مفصلاً في الكامل في التاريخ. وكان يرسل المال إلى ابن عمر، وابن عباس، وابن الحنفية وغيرهم، فيقبلونه منه. وكان ابن عمر زوج أخت المختار، وهي صفية بنت أبي عبيد، ثم سار إليه مصعب بن الزبير من البصرة في جمع كثير من أهل الكوفة وأهل البصرة، فقتل المختار بالكوفة سنة سبع وستين، وكان إمارته على الكوفة سنة ونصف سنة، وكان عمره سبعاً وستين سنة. أخرجه أبو عمر. المختار بن قيس. شهد في العهد الذي كتبه رسول الله صلى الله عليه وسلم للعلاء بن الحضرمي حين بعثه إلى البحرين. مخربة. قال ابن ماكولا: مخربة بن عدي الجذامي الضبي. روى جعفر بن كميل بن وبرة بن حارثة بن أمية بن ضبيب قال: سمعت عصمة بن كهيل، عن آبائه، عن حارثة بن عدي قال: كنت في الوفد أنا وأخي مخربة بن عدي الذين قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان جيشه الذي وقع بنا. فشكونا إلى النبي صلى الله عليه وسلم ما أصابنا، قال: اذهبوا، فإن أول ما يلقاكم من مالكم، فانحروا وسموا الله عز وجل باسم الله، فمن أكل فأطلقوه... وذكر الحديث. أخرجه أبو موسى، وضبطه بالخاء والزاي، وقال: كذا قاله عبدان، ونقل كلام ابن ماكولا الذي ذكرناه. ولا شك أن قول عبدان تصحيف، وضبطه ابن ماكولا فقال: مخرمة، مثل ما قبله؛ إلا أنه بخاء معجمة فهو مخرمة بن عدي. والذي قبله: مجربة، بفتح الميم، وسكون الجيم، وفتح الراء، والباء المعجمة بواحدة، والله أعلم. مخرش الخزاعي الكعبي. تقدم في مخرش، بالحاء المهملة. مخرفة العبدي. رأى النبي صلى الله عليه وسلم. روى سماك بن حرب، عن سويد بن قيس قال: جلبت أنا ومخرفة العبدي بزاً من هجر، فبعت من النبي صلى الله عليه وسلم سراويل، وثم وزان يزن بالأجر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: زن وأرجح. روى أيوب بن جابر، عن سماك، عن مخرفة العبدي. وهو وهم، والصواب ما رواه الثوري، وإسرائيل وغيرهما، عن سماك، عن سويد قال: جلبت... أخرجه الثلاثة. مخرفة: بالفاء وقد تقدم في: سويد بن قيس. مخرمة. بالميم- هو ابن شريح الحضرمي، حليف لبني عبد شمس. روى ابن وهب، عن يونس، عن الزهري، عن السائب بن يزيد: أن مخرمة بن شريح ذكر عند النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: ذاك رجل لا يتوسد القرآن. واستشهد يوم اليمامة. أخرجه الثلاثة. شريح: بالشين المعجمة. مخرمة بن القاسم بن مخرمة. قسم له النبي صلى الله عليه وسلم من خيبر أربعين وسقاً، قاله ابن إسحاق، إلا أنه لم يسمه، وإنما قال: أعطى ابن القاسم بن مخرمة ثلاثين وسقاً. وسماه غير ابن إسحاق، وقال الزبير: أطعم رسول الله صلى الله عليه وسلم مخرمة بن القاسم بن مخرمة بن المطلب بخيبر أربعين وسقاً، وليس له عقب. مخرمة بن نوفل بن أُهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة القرشي الزهري. أمه رقيقة بنت بن أبي صيفي بن هاشم بن عبد مناف. كنيته: أبو صفوان، وقيل: أبو المسور. وقيل: أبو الأسود. والأول أكثر. وهو والد المسور بن مخرمة، وهو ابن عم سعد بن أبي وقاص بن أُهيب. وكان من مسلمة الفتح، ومن المؤلفة قلوبهم. وحسن إسلامه، وكان له سن، وعلم بأيام الناس، وبقريش خاصة، وكان يؤخذ عنه النسب. وشهد حنيناً مع النبي صلى الله عليه وسلم، وأعطاه رسول الله خمسين بعيراً. وهو أحد من أقام أنصاب الحرم في خلافة عمر بن الخطاب، أرسله عمر وأرسل معه أزهر بن عبد عوف، وسعيد بن يربوع، وحويطب بن عبد العزى فحددوها. وتوفي بالمدينة سنة أربع وخمسين، وعمره مائة سنة وخمس عشرة سنة، وعمي في آخر عمره. وكان في لسانه فظاظة، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يتقي لسانه. أخبرنا عبد الله بن أحمد الخطيب أنبأنا جعفر السراج القارئ، أخبرنا أبو علي محمد بن الحسين الجازري، أخبرنا المعافى بن زكريا الجريري، أخبرنا الحسين بن محمد بن عفير الأنصاري، أخبرنا أبو الخطاب زياد بن يحيى الحساني، أخبرنا حاتم بن وردان، عن أيوب، عن عبد الله بن أبي مليكة، عن المسور قال: قدمت على النبي صلى الله عليه وسلم أقبية، فقال أبي مخرمة: اذهب بنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، لعله يعطينا منها شيئاً. قال: فجاء أبي إلى الباب، قال: فسمع النبي صلى الله عليه وسلم كلام أبي، فخرج إلينا وفي يده قباء يري أبي محاسنه، ويقول: خبأت هذا لك. وروى النضر بن شميل قال: حدثنا أبو عامر الخزاز، عن أبي يزيد المدني، عن عائشة قالت: جاء مخرمة بن نوفل، فلما سمع النبي صوته قال: بئس أخو العشيرة فلما جاء أدناه، فقلت: يا رسول الله، قلت له ما قلت، ثم ألنت له القول ! فقال: يا عائشة إن من شر الناس من تركه الناس اتقاء فحشه. أخرجه الثلاثة. مخشي بن حمير الأشجعي. حليف لبني سلمة من الأنصار. وكان من المنافقين، ومن أصحاب مسجد الضرار، وسار مع النبي صلى الله عليه وسلم إلى تبوك، وأرجفوا برسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، ثم تاب وحسنت توبته، وسأل النبي أن يغير اسمه، فسماه عبد الله بن عبد الرحمن، وسأل الله تعالى أن يقتل شهيداً لا يعلم مكانه، فقتل يوم اليمامة شهيداً، ولم يوجد له أثر. أخرجه أبو عمر، وأبو موسى. حمير: بضم الحاء المهملة، وفتح الميم، وتشديد الياء تحتها نقطتان. قاله ابن ماكولا. مخشي بن وبرة ويقال: وبرة بن مخشي. ويقال: وبرة بن يحنس. وهو الأولى والصواب. كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثه إلى الأبناء باليمن. أخرجه أبو عمر مختصراً. مخلد الغفاري. أورده ابن أبي عاصم في الصحابة. قال البخاري: له صحبة. وقال أبو حاتم: لا صحبة له. أخبرنا يحيى بن محمود كتابة بإسناده إلى ابن أبي عاصم قال: حدثنا يعقوب بن حميد، حدثنا ابن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن الحسن بن محمد، عن مخلد الغفاري: أن ثلاثة أعبد لبني غفار شهدوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بدراً، فكان عمر يعطيهم كل سنة، لكل رجل ثلاثة آلاف. قال عمرو بن دينار: وقد رأيت مخلداً. أخرجه أبو نعيم، وأبو عمر، وأبو موسى. مخمر بن معاوية. وقيل: حكيم بن معاوية. روى العلاء بن الحارث، عن حزام بن حكيم، عن عمه مخمر: أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الماء بعد الماء. فقال رسول الله: أما الماء بعد الماء فهو مذي، وكل فحل يمذي، فإذا وجد أحدكم ذلك فليغسل ذكره، وليتوضأ وضوءه للصلاة. كذا قال: مخمر، وصوابه حكيم بن معاوية. أخرجه الثلاثة؛ إلا أن أبا عمر قال: مخمر بن معاوية البهزي. سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : "لا شؤم". وذكره أبو أحمد العسكري فقال: قد روى عن مخمر بن حيدة حكيم بن معاوية ابن حيدة القشيري. وروى بإسناده عن سليمان بن سليم الكناني، عن حكيم بن معاوية، عن عمه مخمر بن حيدة قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "لا شؤم"، وقد يكون اليمن في ثلاث: في المرأة، والفرس، والدار. وقول أبي عمر: إنه بهزي، لا أعلم وجهه. والله أعلم. مخنف البكري. يعد في البصريين. روت عنه ابنته سنينة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يا مخنف، صل رحمك يطل عمرك، وافعل الخير يكثر خير بيتك، واذكر الله عز وجل عند كل حجر ومدر يشهد لك يوم القيامة. أخرجه ابن منده وأبو نعيم. مخنف بن سليم بن الحارث بن عوف بن ثعلبة بن عامر بن ذهل بن مازن بن ذبيان بن ثعلبة بن الدؤل بن سعد مناة بن غامد الأزدي الغامدي. له صحبة. روى عنه أبو رملة، واسمه عامر. يعد في الكوفيين، وكان نقيب الأزد بالكوفة. وقيل: إنه بصري. واستعمله علي بن أبي طالب كرم الله وجهه على مدينة أصفهان، وشهد معه صفين، وكان معه راية الأزد، ومن ولد مخنف بن سليم: أبو مخنف لوط بن يحيى بن سعيد بن مخنف بن سليم صاحب الأخبار والسير. أخبرنا إبراهيم بن محمد وغيره بإسنادهم إلى أبي عيسى: حدثنا أحمد بن منيع، حدثنا روح بن عبادة، عن ابن عون، عن أبي رملة، عن مخنف بن سليم الغامدي قال: كنا وقوفاً مع النبي صلى الله عليه وسلم بعرفات، فسمعته يقول: "يا ايها الناس، إن على كل بيت في كل عام أضحيةً وعتيرةً، هل تدرون ما العتيرة ? هي التي يسمونها الرجبية". أخرجه الثلاثة. مخول بن يزيد بن أبي يزيد السلمي البهزي. روى عنه ابنه القاسم، أحاديثه تدور على محمد بن سليمان بن مسمول المكي. أخبرنا أبو الربيع سليمان بن أبي البركات محمد بن محمد بن خميس، أخبرنا أبي، أخبرنا أبو نصر بن طوق، أخبرنا ابن المرجي، أخبرنا أبو يعلى أحمد بن علي، حدثنا محمد بن عياذ المكي، حدثنا محمد بن سليمان، عن أبي البركات القاسم بن مخول البهزي: أنه سمع أباه يقول: نصبت حبائل لي بالأيواء، فوقع في حبل منها ظبي، فأفلت مني، فانطلقت في أثره، فوجدت رجلاً قد أخذه، فتنازعنا فيه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فوجدناه نازلاً بالأبواء تحت شجرة، فاختصمنا إليه، فقضى بيننا نصفين، وقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: أقم الصلاة، وأد الزكاة، وصم رمضان، وحج واعتمر، وزل مع الحق حيث زال... الحديث. أخرجه الثلاثة. مخيس بن حكيم العذري. روى عنه أبو هلال مبين بن قطبة بن أبي عمرة أنه قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم... وذكر قصة دومة الجندل، وفي آخرها: فدعا رسول الله بالبركة في نجعتي. ذكره أبو علي الغساني. مخيس أبو غنم. قال أبو موسى: وجدته في النسخة بالحاء المهملة والباء المعجمة بواحدة. ولعل الصواب ما ذكرته إن لم يكن قيساً أبا غنيم؛ فإن هذا الذي نذكره يعرف بغنيم بن قيس، عن أبيه. أورده جعفر في باب الميم. روى إبراهيم بن عرعرة الشامي، حدثنا سهل بن يوسف الأنماطي السلمي، عن صالح بن أبي الأخضر، عن الزهري، عن مخيس بن غنم، قال: سمعت المساحي بالليل، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يدفن. أخرجه أبو نعيم، وأبو موسى. مدرك بن الحارث الأزدي الغامدي. له صحبة، عداده في الشاميين. روى عنه الوليد بن عبد الرحمن الجرشي. أخبرنا يحيى بن محمود إجازة بإسناده إلى ابن أبي عاصم: أخبرنا هشام بن خالد، عن الوليد بن مسلم، عن عبد الغفار بن إسماعيل بن عبيد الله، عن الوليد بن عبد الرحمن الجرشي، عن مدرك بن الحارث الغامدي قال: حججت مع أبي، حتى إذا كنا بمنى إذا جماعة على رجل، فقلت: يا أبه، ما هذه الجماعة ? فقال: هذا الصابئ الذي ترك دين قومه. ثم ذهب أبي حتى وقف عليهم على ناقته، وذهبت حتى وقفت عليهم على ناقتي، فإذا به يحدثهم وهم يزرون عليه، فلم يزل موقف أبي حتى تفرقوا عن ملال وارتفاع من النهار. وأقبلت جارية وفي يدها قدح فيه ماء، ونحرها مكشوف، فقالوا: هذه زينب ابنته فناولته وهي تبكي، فقال لها: خمري عليك نحرك، ولن تخافي على أبيك غلبةً ولا ذلا. أخرجه ابن منده وأبو نعيم، واستدركه أبو موسى، وقد أخرجه ابن منده إلا أنه اختصره، فلا استدراك عليه. مدرك بن زياد الفزاري. له صحبة، وهو الذي قبره بقرية زاوية بينها وبين حجيراً من غوطة دمشق. روى أبو عمير عدي بن أحمد بن عبد الباقي الأدمي، عن أبي عطية عبد الرحيم بن محرز بن عبد الله بن محرز بن سعيد بن حبان بن مدرك بن زياد الفزاري: ومدرك بن زياد صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم قدم مع أبي عبيدة فتوفي بدمشق بقرية يقال لها زاوية، وكان أول مسلم دفن بها. أخرجه الحافظ أبو القاسم الدمشقي، وقال: لم أجد ذكر مدرك من غير هذا الوجه. مدرك، أبو الطفيل الغفاري. حديثه عند أولاده. أخبرنا يحيى بن أبي الفرج فيما أذن لي بإسناده عن أبي بكر أحمد بن عمرو: حدثنا يعقوب بن حميد، حدثنا سفيان بن حمزة: أن كثير بن زيد حدثهم، عن خالد بن الطفيل بن مدرك، عن جده: أن النبي صلى الله عليه وسلم بعثه إلى ابنته يأتي بها من مكة. وبهذا الإسناد أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا سجد ورفع. قال: اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك، وأعوذ بعفوك من عقوبتك، وأعوذ بك منك، لا أبلغ ثناءً عليك، أنت كما أثنيت على نفسك. أخرجه الثلاثة. مدرك بن عمارة. أتى النبي صلى الله عليه وسلم ليبايعه، فقبض يده عنه، لخلوق رآه عليه، فما غسله بايعه. وفي حديثه هذا اضطراب، وفي صحبته نظر؛ فإن كان هذا مدرك بن عمارة بن عقبة بن أبي معيط، فلا تصح له صحبة ولا لقاء ولا رؤية، وحديثه هذا لا أصل له، وإنما روي ذلك في أبيه عمارة بن عقبة، ولا يصح ذلك أيضاً. وقد أوضحت ذلك في الوليد بن عقبة. قاله أبو عمر، وهو اخرجه. مدرك بن عوف البجلي الأحمسي. له صحبة، ذكره جعفر هكذا، قاله أبو موسى. وقال أبو عمر: يختلف في صحبته واتصال حديثه، روى عنه قيس بن أبي حازم، وقيس يروي عن كبار الصحابة، ويروي مدرك هذا عن عمر بن الخطاب. مدعم العبد الأسود. أهداه رفاعة بن زيد الجذامي لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فأعتقه رسول الله. وقيل: لم يعتقه. وهو الذي غل الشملة في غزوة خيبر وقتل، فقال رسول الله: إن الشملة لتشتعل عليه ناراً. أخبرنا عبيد الله بن أحمد بإسناده إلى يونس بن بكير، عن ابن إسحاق قال: حدثني ثوب بن زيد، عن سالم مولى عبد الله بن مطيع أبي هريرة قال: انصرفنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من خيبر إلى وادي القرى، ومعه غلام له، أهداه له رفاعة بن زيد الجذامي. فبينا هو يضع رحل رسول الله صلى الله عليه وسلم مع مغيرب الشمس، أتاه سهم غرب، ما يدرى به، فقتله. وهو: السهم الذي لا يدرى من رماه، فقلنا: هنيئاً له الجنة. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كلا، والذي نفس محمد بيده، إن الشملة الآن لتحترق عليه في النار، غلها من فيء المسلمين يوم خيبر. أخرجه أبو عمر. مدلج الأنصاري. روى أبو صالح، عن ابن عباس قال: لما أنزل الله تعالى ذكر العورات الثلاث، وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث غلاماً ما له يقال له: مدلج، من الأنصار إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه ليدعوه، فانطلق إليه فوجده نائماً، فدفع الباب وسلم. فاستيقظ عمر، وانكشف منه شيء، ورآه الغلام وعرف عمر أنه رآه، فقال عمر: وددت أن الله عز وجل نهى أبناءنا ونساءنا وخدمنا أن يدخلوا هذه الساعات، فنزلت هذه الآية، فلما نزلت حمد الله وأنثى عليه، ودعا النبي صلى الله عليه وسلم للغلام. أخرجه ابن منده، وأبو نعيم. مدلج بن عمرو السلمي، أحد حلفاء بني عبد شمس، ويقال: مدلاج بن عمرو. شهد بدراً هو وأخواه: ثقف ومالك ابنا عمرو، وشهد مدلاج سائر المشاهد مع رسول الله، وتوفي سنة خمسين. وقال ابن الكلبي: مالك وثقف وصفوان بنو عمرو، من بني حجر بن عياذ بن يشكر بن عدوان. شهدوا بدراً، وهم من عدوان، حلفاء بني غنم بن دودان بن أسد ولهذه العلة جعلوه وإخوته حلفاء بني عبد شمس، فإن بني غنم بن دودان كانوا حلفاء بني عبد شمس، وهؤلاء معهم في الحلف، والله أعلم. أخرجه الثلاثة؛ إلا أن أبا عمر وابن منده جعلاهم سلميين، أو أسلميين، أو أسديين.
|